الأربعاء، 6 فبراير 2008

السنافر


مقال منقول عن جريدة الجريدة الكويتية تتناول الذكرى الخمسون لابتكار شخصية السنافر


السنافر تحتفل بيوبيلها الذهبي والجهات المنظمة تتخوّف من شرشبيل ونواياه
بيروت - محمد الحجيري

اكثر ما اذكره من عائلة السنافر، التي اخذت حيزاً مهما من طفولتنا، هو سنفور غضبان وشرشبيل وهرهور الى جانب السنفورة الانثى والسنفور الطفل، كنت اتابع حلقات السنافر مدبلجة الى العربية في زمن غابر في الجرود، لم اكن اهتم بقصص تلك الكائنات الخيالية ولا بأصلها وفصلها، كانت تغريني اشكالها «المسنفرة» التي تشبه نبات الفطر ومشهديتها وانتظار ان يأتي شرشبيل مخربا الوضع في القرية الوديعة.
على ان جل ما اذكر من الكلام المدبلج هو عبارة شرشبيل: «سأقضي على السنافر»، او عبارة «سنفروا يا سنافر». مثل هذه المشهديات تبقى راسخة في الذاكرة كما مقالب «توم وجيري» ورومانسية مسلسل «بيل وسباستيان» او غرائبية الديناصورات اليابانية او لقطات بروس لي في افلام الكونغ فو وحركة المسدس واطلاق النار من رعاة البقر في افلام الكاوبوي الاميركي.
شرشبيل
لم اكن استسيغ الحوارات في السنافر، افضل الايماءات والحركات مع بعض الاصوات «الاكشن»، ربما لأنني اكثر ميلاً الى القراءة ولا يغويني سماع الكلام والثرثرة، لكن ايقونات الطفولة سرعان ما اصبحت مثلا شعبيا يستعمل في اوقات الشدة، منها عبارة «لعبة القط والفأر» وبات شرشبيل الشرير في وجه من وجوهه، قناعاً لبعض الزعامات العربية، وأصبح سنفور غضبان ايماءً لاشخاص يريدون المعارضة من اجل المعارضة، على ان مبتكر السنافر الرسام البلجيكي بيير كوليفورد لم يكن بمنأى عن التوظيف السياسي لسنافره وكائناته الخيالية، فقدم احدى الحلقات لتعكس الانقسام في النسيج البلجيكي بين من يتكلم الفرنسية واللغات الأخرى. كان الانقسام الفعلي بين السنافر حول كلمة سنفور هل هي اسم ام فعل؟ والسؤال: لو أتى الرسام البلجيكي الى لبنان ماذا كان سيفعل، على اي طريق سيسنفر؟
ويحتفل العالم هذه السنة بالذكرى الخمسين لابتكار عائلة السنافر، ينبغي علينا أن نفتش عن اصل هذه الكائنات وفصلها. تقول الحكاية إن أصل اختراع أسطورة السنافر يعود إلى بيير كوليفورد الذي كان يتناول طعام الغداء مع بعض أصدقائه ونسي كيفية النطق باسم قارورة الملح عندما أراد الإشارة إليها، فطلب من الشخص إلى جواره أن يمده بذلك «السنفور». بعد أشهر من هذا اللقاء، أنجز الرسام المغامرة الأولى لهذه الكائنات اللطيفة.
ترجع حكايات السنافر إلى العصور الوسطى، نعرف ذلك من خلال عمر بابا سنفور 542 عاما، أما بقية السنافر فعمرهم 100 سنة وهذا ما يجعلهم أكبر سنا من الكاتب نفسه. يعيش هؤلاء القوم في قرية وسط الغابة. تحدثنا قصص السنافر القديمة، أن المنطقة التي تقع فيها قرية السنافر، تسمى «البلد الملعون»، يصعب تحديد موقعه جغرافيا، لكنه حتما في مكان ما في أوروبا. عند بداية ظهور السنافر في ألبوم «الناي ذو الستة سنافر» و«البلد الملعون» لجوهان وبيرلوي، كانت قرية السنافر تقع وسط أشجار سوداء عارية من الأوراق، إلا أنها تغيرت بعد ظهور الألبوم الأول للسنافر وأصبحت فردوسا أخضر جميلاً ساحراً.
يبلغ عدد السنافر 106 يتميزون بقبعاتهم البيضاء المتدلية على رؤوسهم، باستثناء بابا سنفور الذي يعتمر قبعة حمراء والسنفورة الشقراء ذات الشعر الذهبي. ترتبط أسماؤهم بالمهام التي يزاولونها أو الخاصية التي تميز شخصياتهم، مثل سنفور «أكول» المعروف بشهيته الكبيرة، أنيق الذي لا يكف عن التباهي بشكله، غبي الذي يثير حنق السنافر بتصرفاته، ثم سنفور غضبان وكسلان ومفكر وقوي. من المنتظر أن يجتاح السنافر في عيدهم الخمسين مدناً أوروبية لم يُعلن عنها، ولم يتم تحديد تاريخ هذا الهجوم بعد. وستنظم سهرات تكريما للرسام البلجيكي الذي ابتكرها عام 1958 ويشهد هذا الحدث حضورا مكثفا لكل أعضاء هذا الشعب الأزرق.
القرية الذكورية
ذكرت وكالات الانباء أن الجهات المنظمة تتخوف من شرشبيل ونواياه العدوانية تجاه هذه العائلة التي أسعدت أجيالا من الصغار، فقد تم استنفار كل الطاقات للوقوف في وجه أي مقلب يحاول المخادع أن يفسد به هذه الذكرى السعيدة. لكن أهم ما سيميز الاحتفال هو حضور الجميلة سنفورة، التي ستضفي على الجو الرجولي السنفوري السائد طابعا من الرقة والجمال مع تنافس محموم للفوز بقلبها. تردد ان السنفورة الجميلة كانت من صنع شرشبيل الشرير، الذي خلقها من طين أزرق بغرض نشر الفتنة والبغضاء بين أفراد قبيلة السنافر ووضع لها قلبا من حجر كي لا تحب وجعلهم يعيشون في شجار دائم تحت رحمة إغرائها الذي لا يقاوم. لكن حكمة بابا سنفور حولتها، من خلال وصفة سحرية، إلى سنفورة ودودة تمشط شعرها وتزين نفسها وتعيش في وئام تام مع باقي أصدقائها الذين يبذلون مجهودا كبيرا لكسب مشاعرها.
يحاول ورثة الرسام البلجيكي تطوير عائلة السنافر او ربما تخريب قصتها «الكلاسيكية»، فيتردد انهم يفكرون في ابتكار سنفورات جديدة لكسر ذكورية السنافر، لاسيما ان وجود سنفورة واحدة في قرية السنافر جعل بعض الصحف الغربية تتهم مسلسل الكائنات الخيالية بالذكورية وفي هذا قدر من السذاجة. كذلك تم اختراع سنفور رقمي تماشياً مع طوفان المعلوماتية في العالم.


أحب هذه الشخصيات كثيرا و كانت شخصيتي المفضلة أيام الطفولة و أذكر أن من خلالها بدأت أمارس هوايتي بالتأليف من خلال كتابة قصص مع رسومات عنها و عن عالمهم البسيط

ليست هناك تعليقات: